الجمعة، 28 سبتمبر 2012

حدائق عامة

من الاشياء الجميلة جدا التي كنت اطلع عليها في دراساتي التطبيقية والميدانية عن التخطيط العمراني في المدن الرئيسية بالمملكة المكونات الاساسية التي يجب ان تتوافر في المخططات الفرعية للأحياء مثل الربوة والبوادي والسلامة وغيرها قبل25 عام  بمدينة جدة ، فقد كانت تصر الامانات اوالبلديات من قبلها ان تكون نسبة كذا (غالبا من 30 الي 40 بالمائة) من مساحة اي مخطط مخصصة للمرافق والتي يقع علي رأسها المساجد ثم المدارس ثم المحلات التجارية والدفاع المدني .... وهكذا الي الحدائق العامة . وكان اغلب المنفذين لهذه المخططات شركات اجنبية وبمبالغ كبيرة دفعتها الدولة بهدف تحقيق افضل ما يمكن من رفاهية اقتصادية واجتماعية للسكان . وبالنسبة للحدائق فكان الهدف ايجاد مناطق خضراء داخل المخطط لالعاب الاطفال ولقضاء اوقات تنزه بريئة لهم ومعهم امهاتهم ... الخ لكنه لم يتم بناء هذه الحدائق بسبب عدم الاهتمام برصد ميزانيات لها . واجزم بأنني استطيع ان ابين واظهر ماذا حدث ( وهذا فعل ماضي !) لعشر حدائق بمدينة جدة تعاني من الكثير من السلبيات كمايلي : 30%  منهاعلي الاقل اصبحت مرمي للنفايات والقاذورات ومخلفات المباني ، 20% علي الاقل تم الاستيلاء عليها بشكل او اخر، 20% علي الاقل تحولت والله اعلم الي منح وقام المستفيد ببناء مبني محل الحديقة ، 10% علي الاقل فتحت فيها شوارع ، والبقية إما مدارس او .. او راحت بوضع اليد . لقد حدث كل هذا للحدائق العامة بسبب الاهمال او بسبب ان البعض نصبوا  انفسهم  متحدثين او وكلاء او مفوضين عن سكان هذه الاحياء بأنهم لايريدون ولايرغبون  في اى حديقة او مساحة خضراء بين بيوتهم او منطقتهم . نداء اوجهه الي ولاة الامور ونحن نعيش في فترة مكاشفة و مصارحة ، في ان يرد المتسببين  للحدائق العامة هيبتها ووظيفتها واتاحة الفرصة للمواطن لكي يتمتع بها ويتفسح فيها وهي ملك دولته التي تضحي بالغالي والنفيس لتسعده وتسعد اولاده واحفاده ، وعدم قبول اي حل كبديل لما خطط لها لأننا تحملنا الكثير وانفقنا الكثير كي نصمم تلك المخطات وننفذها ، ولقد تم تنفيذ تلك المخططات بكل دقة ونجاح .. ولما جينا عند الحدائق حصل التهاون الذي نتج عنه هذه الصورة السوداء القاتمه لمساحات كبيرة كانت من الممكن ان تبهج و تسعد حياتنا اكثر واكثر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق